المقالة-9- عودة لاحكام النجوم الساعي

احكام النجوم بحسب روبرت هاند – الاسبوع التاسع



هذا الاسبوع، سأعود إلى المسار الذي قطعته قبل اسبوعين للاجابة على بعض القضايا التي وردت في الرسائل.

عندما توقفنا عند مناقشتي لاحكام النجوم الساعي قبل ثلاثة اسابيع، كنت ابين كيف أن مبدأ اتصال وانفصال الزوايا سواء في احكام النجوم الولادي احكام النجوم الساعي يضع قيودا على المفاهيم الحديثة للسببية. فكيف يمكن للزاوية المنفصلة في خارطة ما ان تشير إلى أمر قد حدث قبل تأريخ الخارطة إذا كانت الخارطة "سببا" في نتاج المسألة ؟

وهنا مشكلة اخرى يثيرها هذا الموضوع. احيانا لا تشير الزوايا المنفصلة لظروف الماضي في السؤال. وماذا يعني ذلك اذا كانت هذه هي الحال؟ أي، ماذا يعني بالنسبة للسؤال والجواب؟ إنه دلالة ، من ضمن دلالات عدة محتملة، على أن الخارطة لن تجيب على السؤال! فإذا كانت الزوايا المنفصلة لا تعطي دلالات واضحة عن السؤال، فإن الزوايا المتصلة لن تعطي دلالات واضحة للمستقبل.

كذلك، فإن خلو المسار هو إشارة اخرى على ان الخارطة لن تجيب عن السؤال. وهناك دلالات اخرى.

ذهنية السائل

ألان، لمَ قد لا تجيب الخارطة عن السؤال؟ التفسير المعتاد هو ان السؤال لم يصاغ بشكل جيد في ذهن السائل، أو أن السائل غير جاد في نيته. كما أن هنالك تعليلات اخرى. أيضا، وما يتصدرها جميعا هو أن ذهن السائل له تأثير كبير على مقدرة الخارطة في الاجابة على السؤال. المقطع التالي هو لكودو بوناتي، منجم من القرن الثالث عشر. ويصف فيه اهمية جدية الشخص الذي يطرح السؤال واهتمامه بالجواب.

".... من الضروري أن يلاحظ (من يطرح السؤال) حال السؤال، بالتحديد، ان يدعو الله اصل الانعام مخلصا، متحليا بالتقوى والندم ومتضرعا الى الله ان يهبه المعرفة التي تمكنه من معرفة الحقيقة للامور التي قصد السؤال عنها"

الخارطة هي تبيان للنوايا

إن الخارطة هي اعلان عن حالة الذهن، وغالبا عن اللاوعي، للشخص الذي يطرح السؤال. أن الخارطة هي بيان لنوايا السائل معد بلغة غاية في الرمزية (الرموز احكام النجوم)، وسواء كان، أو كانت، مدركا لحالة هذه النية. إن الخارطة وصفية وليست سببية.

لذا إذا كان هنالك إيضاح للنية، بل في الواقع إعلان عن حالة الروح، فمالذي يحدث هنا فعلا؟ ولمَ هذا الترابط الوثيق بين حالة الروح و مقدرة الخارطة على الاجابة على السؤال والاجابة الحقيقية للسؤال؟

يمكن توضيح ذلك باللجوء الى مبدأ حتمية تأثير الكواكب المتطرف. وهو مبدأ يوازي مبدأ الحتمية الفيزيائية التقليدي والذي عرجنا عليه في الاسابيع الماضية. في مبدأ الحتمية الكواكبية فكل شيء يحصل، كل فكرة، كل حدث فهو ناتج عن التأثير النجمي أو الكواكبي. وهذا يتضمن الإنكار سيء الصيت للإرادة والتي طالما اتهم بها احكام النجوم. تكمن المشكلة في أن بعض الاحكامي يعتقدون به بشدة من خارج بعض الفلاسفة الرواقيون* من الفترة الإغريقية والرومانية (حوال 300 ق. م إلى 100 ب.م).

لا أعتقد أننا يجب أن نعتقد به، ولا أقول هذا بناء على بعض الرؤى الفلسفية للتعديل السياسي. وإنما أقوله لسبب أبسط من ذلك بكثير. لانه لا يتسم بالصحة! فلا يوجد نظام تنجيمي كان قادرا على التنبؤ بشكل مثال أو حتى أقل من ذلك. لقد سمعت ادعاءات حول انواع متعددة من انظمة احكام النجوم ، كالهندو (المعروف بفيدا)، وتلك التي تعود للقرون الوسطى أو عن الالهة وغير ذلك. ولم يتمكن احد من اثبات هذه الادعاءات سواء من النماذج القديمة أو المعاصرة. (نعم، اعرف بنادي ليفز (nadi leaves) في الهند، الخ، لكنها لا تزال مجرد شائعات على قدر اهتمامي بالموضوع. بالاضافة لذلك فإن أغلب الاحكامي الهندو الذين تحدثت معهم وبضمنهم اؤلئك من الهند، لا يعتقدون بالحتمية الكواكبية ايضا.)

الاسبوع المقبل ساتناول ما اعتقده السبب الرئيسي للخطأ في احكام النجوم

ملاحظات

لمن ليس له دراية بتعبير (خلو المسار) فهذا تعريف بسيط: عندما يتحرك القمر خلال برج ما ويكون قد أكمل كل الزوايا التي سيمر بها حتى البرج التالي، فهذا سيمى خلو المسار. الزوايا التي يمكن أن "تحتسب" عند مواجهة خلو المسار هي الاقتران، التسديس، التربيع، التثليث والتقابل. هنالك جدل حول توزاي ولاتوازي الميل. ولا نجد زاويا اخرى يمكن استخدامها عند حدوث خلو مسار القمر. وفي كل الاحوال، فإن القمر الخالي هو دلالة على الخارطة لن تجيب بشيء.


-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-

احكام النجوم الساعي: هو نظام يجاب به عن الاسئلة استنادا الى اللحظة التي طرح السؤال فيها.
فيمكن ان يجيبنا بنعم او لا، يصف موقعا او شخصا او يقترح ان يُطرح السؤال في وقت اخر. ان احكام النجوم الساعي هو تقنية تقليدية ذات قواعد محددة تحكم اجابة الاحكامي. ان اكثر ما يهم في احكام النجوم الساعي هو حالة البيوت وحكامها والقمر.

احكام النجوم الولادي: هذه التعبير يشير إلى الولادة. تحتسب خارطة المولد عند ولادة شخص او شيء ما. أما كواكب الولادة فهي تلك التي نجدها في خارطة المولد كمقابل لكواكب العبور او الكواكب المتقدمة.

الزوايا:المقصود بها الزوايا المهمة بين الكواكب او بين نقاط معينة في الخارطة. وتمثل اتصالات قوية داعمة أو تحديات بين الاحتياجات والدوتفع المتنوعة.
وتكون الزوايا إما متناغمة وايجابية أو شديدة الوطأة ضاغطة. تشمل الزوايا الايجابية زاوية التسديس (تبتعد الكواكب عن بعضها ب60 درجة) والتثليث (120 درجة). الزوايا الضاغطة تشمل زاوية التربيع (90 درجة) واوية التقابل (180 درجة) . زاوية الاقتران (تكاد تكون الزاوية صفرا بين الكواكب)وقد تكون اما ايجابية او سلبية، اعتمادا على الكواكب المنخرطة في هذه الزاوية. وتسمى هذه المجموعة من الزوايا بزوايا بطليموس، تيمنا بمنجم القرن الثاني كلاوديوس بطليموس، مؤلف اقدم كتب احكام النجوم عتادة الموسوم "بالمقالات الاربعة".
وهناك العديد من الزوايا الاخرى غير شائعة لدى الاحكامي. وتتضمن زاوية التخميسة (التخميسة أو المربع المخموس: مجموعة من خمسة اشياء، اربعة منها في الزوايا والخامس في الوسط/ المترجمة) وتساوي 150 درجة، وزاوية نصف تسديس وتساوي 30 درجة، زاوية سبعينية (quantile) وتساوي 72 درجة، سبعينية مزدوجة (bi-quantile) وتساوي 144 درجة، نصف تربيع (45 درجة)، زاوية تربيع ونصف (135 درجة)، زاوية اربعينية (40 درجة)، وسباعية (51.4 درجة) وغيرها. وكل منها تمثل قسم معين من دائرة البروج ولها معناها الخاص.
الجرم، أو مسافة الاحتياط، وتستخدم لتحديد الحدود بين الزوايا بشكل دقيق. مثلا، يمكن لكوكبين ان يعتبرا في زاوية اقتران ضمن مسافة تصل الى 10 درجات بينهما. ويختلف الاحكامي في قياس الاجرام وكذلك استخداماتها في الخارطة وفي العبور والتقدم أو بين خارطتين.


نادي ليفز (nadi leaves ):وسيلة يستخدمها بعض الاحكامي الهندو للتنبؤ بأحداث حياة الزبون. فيتم انتخاب الاوراق المكتوبة مسبقا من دون حساب خارطة الولادة، وهو اسلوب معروف عنه الدقة العالية في التبؤات التي يدلي بها.

الفيدا (vedic): مجموعة الفيدا المنوعة المكتوبة باللغة السنسكريتية أو الثقافة الهندية التي اوجدتها (المترجِمَة)
ويستخدم علم الفلك الهندي أبراج مختلفة عن احكام النجوم الغربي، وهو فرع من فروع العلم الفيدي.

* الرواقيون: هم اعضاء درسة فلسفية يونانية اسسها زينو (فيلسوف يوناني) تعتقد بضرورة تحرر البشر من العاطفة وضرورة تقبل كل ما يحدث بهدوء كنتيجة للارادة الالهية او النظام الطبيعي. (المترجمة).