في تاريخ احكام النجوم يشار إلى العديد من الشروط قبل التحليل ولكن علماء المسائل التقليدية ركزوا اهتمامهم الخاص على اربعة منها عندما تكون موجودة فأن المسئلة تخبرك أنها ليست اللحظة المناسبة للقيام بتحليل فلكي لهذه المسألة وكما يقول أبليبي ( هذا النوع من العرافة ينظم نفسه بنفسه ).
وكل شخص مطلع على الاختبارات النفسية ستكون فكرة اعتبارات ما قبل الحكم معروفة لديه
فعلى سبيل المثال احصاء مينيسوتا الشخصي المتعدد المراحل (MMPI) هو استبيان الصواب والخطأ والمصمم لقياس متغيرات الشخصية ، وهنا تطرح أسئلة مثل ( ما رايك بمجلات الميكانيك ) أو ( هل تعتقد ان هناك مؤامرات ضدك ) ، ويتم تجميع الأسئلة من مختلف المستويات لتظهر متغيرات الشخصية كمثل القلق والاكتئاب وجنون العظمة وهلم جرا بالإضافة إلى ذلك MMPI لديها ( مصداقية ) لنقول للطبيب النفسي وإذا كان الموضوع كذب أو يكون مختلق للدفاع عن النفس فهذه المقاييس ستكون صادقة اذا قام بها شخص اخر وليس من يقوم عليه الاختبار شروط ما قبل التحليل في علم احكام النجوم هي مثل جداول MMPI ، فإنها يمكن أن تقول لنا ما إذا كانت المسئلة مناسبه للوضع أو هي نتيجة لتفكير غير مناسب أو اهتمام كبير جاد من قبل السائل.
نمت فكرة الشروط من خبرة بعض الاحكاميين ، مثل جيدو بوناتي في منتصف 1200 وكتابات ليللي التي درست بعناية وكانت بمجال المسائل والاختيارات ، بوناتي اقتصر بممارسته المسائل على ( المسائل ذات ألاهمية والنزيهه ) ورفض الاجابة على الاسئلة التي نتجت على أساس (العبث أو العواطف او المفاجئة ناهيك عن المسائل الأساسية أو الغير قانونية) ، وقد لاحظ أن من يسألوه في بعض الأحيان يحاولون الايقاع به او وضع حيلة من اجل السخرية كمثل من قال لنفسه دعونا نذهب إلى هذا الاحكامي ونعرف ما اذا كان يستطيع ان يقول لنا الصدق او لا وفي بعض الأحيان يسئل السائل ( على نحو مفاجئ وهو يفكر في شيء اخر فتختلط الادلة بين سؤاله الجديد والفكرة التي لم يودعها بعد .
سأل جيدو نفسه : كيف يمكن ان أعرف ان كان السائل صادق بسؤاله او يحاول الخداع ؟( وللاجابة على هذا السؤال درس مسائل اولئك الذين كانوا يحاولون الإيقاع به ، وبعد هذا قال انه اكتشف نظرية بوناتي للاسئلة الغير صحيحة وذكر انه ( اذا كان الطالع قريب من نهاية برج او بداية اخر فأن السائل لم يسئل بجدية او انه اتى من اجل السخرية وكان هناك الكثيرين اعترفوا بمصداقية هذا عندما اكتشفه بمسائلهم ويدركون بعدها اني اكثر علماً مما يعتقدون (.
بوناتي لم يحدد ما هو المقصود من وجود درجة الطالع قرب بداية البرج او نهايته وكان هذا لحكمه وخبرة في اتخاذ القرار ، وكان الاحكاميون في وقت ليلي يحددون الطالع الغير اصلي بين 27 درجة من البرج وثلاث درجات من البرج التالي ، وهذه مساحة المسئلة الغير اصلية والتي تمتد ست درجات ويعني هذا أن واحد من كل خمسة مسائل سوف تكون غير اصلية .
أستطيع أن اخمن أن هذا التحديد جاء لأن بعض الطلاب كان حريص على مضايقة معلمه وتحجج بهذه القاعدة لعدم تحليل مسئلة ما ، فلا يمكن لك أن تتخيل ان أحد الطلاب يسئل وماذا عن الدرجة 26 و 59 دقيقة و 59 ثانية هل تعتبر غير اصلية)، بوناتي لم يقصد ذلك فقد ذكر الامر كقاعد فقط وكمبدأ توجيهي للمساعدة على كشف المحتالين ، وانطلاقا من روح بوناتي أرى أن شروط المسائل بمثابة مبادئ توجيهية وليست مطلقة ، ويظهر في المثال التالي أن الشروط لا تمنع الاجابة الصحيحة .
المسئلة 10 تقول : هل سيفوز إد كوتش غدا برئاسة البلدية في مدينة نيويورك؟
السؤال طرح في 11 – 9- 1989 في يوم الاثنين يوم القمر فقد كنت استمع إلى الراديو في طريقي الى العمل
وذكرت المذيعة أنها كانت بداية العد التنازلي لسباق الانتخابات التمهيدية الديمقراطية بين إد كوتش وديفيد دنكنس ، وكانت الترشيحات متقاربة للغاية ، وقد لاحظت عندها الوقت وهو 7:34 صباحا وهرعت عندما وصلت إلى المنزل في ذلك المساء الى جهاز الكمبيوتر لاحرر هيئة المسئلة ، وقلت لزوجتي أن شاغل الوظيفة العمدة كوخ على وشك أن يخسر.
وهذه هي هيئة المسئلة 10
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الميزة الأكثر ملاحظة لهذه المسئلة انها (غير اصليه ) فالطالع في الدرجة صفرمن الميزان فكيف يمكن ان تحصل معي مسئلة غير اصلية ؟ بوناتي يقول ان الامر في محله لاني سألت على نحو مفاجئ فكنت افكر بشيء وسألت عن شيء اخر كما ان الفكرة اتت مفاجئة من غير ترتيب مسبق فهل لاني سالت من غير وداع الفكرة السابقة لا يسمح لي بقراءة المسئلة ؟ وكنت صادقا في طرح السؤال ، ولا ينبغي للخارطة ان تحتوي على جواب صحيح ؟
بوناتي لا يذكر ذلك لكنني وجدت في اغلب الاحيان ان المسائل الغير اصلية تحدث ان كان السائل لا علاقة له بالسؤال ، في هذه الحالة فإنه لا شيء يثير قلقي من فوز كوخ او دنكنز في السباق الانتخابي ، فأنا بكل بساطة ليس لي اي دخل مباشر أو مسؤولية في هذه المسألة ، وربما المسئلة الغير اصلية هي وسيلة الطبيعة لتقول لنا الامر لا يعنيك وليس لطيف خداع امنا الطبيعة.
درس مارك ادموند جونز الهيئة وقال انها سوف تحتوي على إجابة موثوقة وشروط ما قبل التحليل تصف بعض الجوانب الأساسية للسؤال فدرجة الطالع 0 ميزان تناسب تماما بداية العد التنازلي في سباق الانتخابات والتي ستكون متوازنة بالتساوي (الميزان( ومتقاربة للغاية الاحكامي الذي يستخدم خبرته ودماغه بدلا من التقليد سيجد ان المسئلة اصلية تماما.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن الطالع يصف حالة السائل (انا) وفي هذه الحالة الدرجة صفر من الطالع تناسب حالة عقلي في ذلك الوقت تماما كما وصفها بوناتي ، كنت قد سمعت الخبر وسألت على نحو مفاجئ ولم ياخذ السؤال الا جزء من الثانية ، وبعبارة أخرى الدرجة صفر من الطالع تناسب حالتي الذهنية بالنسبة للسؤال الذي جاء فجأة إلى حيز الوجود ولم يكن لدي الوقت لتطويره فقد برز السؤال فجاءة ، وبهذا تكون المسئلة اصلية !
في الطبعة الأولى من هذا الكتاب اتبعت طريقة جوان مكفرس ونظرت للبيت السابع فالمريخ يدل إلى كوخ رئيس البلدية ، وفقا لمارس ومكفيرس في كتابهم ( اذا كانت المسئلة تخص شخص اخر خصوصا بالاسم فان دلالته يجب النظر لها من البيت السابع ) الميزان في الطالع والزهرة دليل دنكنز الخصم ، من المفروض ان الدليل الاقوى سوف يدل على الفائز بالانتخابات المريخ (العمدة كوخ ) ضعيف لأنه في بيت ساقط ( في البيت 12 ) والمريخ محترق بالشمس (يبعد 8 درجات عن الشمس) بنفس درجة الراس وان وجدت الكواكب في درجة الراس او الذنب فتشير إلى وفيات أو أزمة ، سيخسر على الارجح الانتخابات فالزهرة )دنكنز( قوية لانها في وتد الطالع وفي بيتها والميزان (دنكنز) أقوى من كوخ وسوف يفوز ، الاوتاد تعني نتيجة سريعة وسوف اعلم النتيجة في غضون أربع وعشرين ساعة.
من كتاب مسائل احكام النجوم الفصل الرابع ص 74